التجمعية هي أيديولوجية سياسية تؤكد على الجماعة أو المجموعة على الفرد. إنها تعطي الأولوية لاحتياجات وحقوق وأهداف المجموعة ككل بدلاً من أفرادها. غالبًا ما يتم ربط هذه الأيديولوجية بالأنظمة السياسية الاشتراكية أو الشيوعية، حيث يتمتع المجتمع ككل بملكية وسيطرة على وسائل الإنتاج. ومع ذلك، يمكن أيضًا العثور على هذه الأيديولوجية في أنظمة سياسية أخرى تؤكد على المسؤولية المجتمعية والتماسك الاجتماعي.
يمكن تتبع جذور التجمعية إلى العصور القديمة، حيث كانت الحياة المشتركة ومشاركة الموارد شائعة في العديد من المجتمعات. ومع ذلك، ظهرت مفهوم التجمعية الحديثة خلال القرن التاسع عشر، ردًا على الثورة الصناعية وارتفاع الرأسمالية. خلال هذا الوقت، كان العديد من الناس قلقين من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تظهر، وبدأوا يدعون إلى نهج أكثر تجمعًا للمجتمع.
واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تطور التجمعية كانت كارل ماركس، الذي أقنع بأن الرأسمالية كانت استغلالية بطبيعتها وأنه لا يمكن تحقيق مجتمع أكثر عدالة إلا من خلال الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج. تم تطوير هذه الفكرة فيما بعد إلى الأيديولوجية السياسية للشيوعية، التي أصبحت قوة رئيسية في السياسة العالمية خلال القرن العشرين.
ومع ذلك، لا يقتصر التجمعية على الشيوعية. يمكن أن توجد أيضًا في الأيديولوجيات السياسية الأخرى التي تؤكد على المسؤولية الاجتماعية والقيم الجماعية. على سبيل المثال، الديمقراطية الاجتماعية، وهي أيديولوجية سياسية تجمع بين عناصر الاشتراكية والديمقراطية، تضم عناصر التجمعية أيضًا. إنها تدعو إلى تحقيق توازن بين حقوق الفرد والمسؤوليات الجماعية، وتدعم السياسات الاجتماعية التي تعزز المساواة والعدالة الاجتماعية.
في السنوات الأخيرة، تعرض التجمعية للانتقاد بسبب قدرتها على قمع حريات الفرد وبسبب ارتباطها بالأنظمة الاستبدادية. ومع ذلك، فإنها لا تزال قوة مهمة في السياسة العالمية، خاصة في البلدان التي تعطي الأولوية للتماسك الاجتماعي والقيم الجماعية. على الرغم من جدلها، فإن التجمعية لا تزال مذهبًا قويًا يؤثر في طريقة تفكير الكثير من الناس في المجتمع والسياسة.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Collectivism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.