إصلاح حقوق النشر هو عقيدة سياسية تدعو إلى إجراء تغييرات في قوانين حقوق النشر لتكييفها مع العصر الرقمي وتحقيق توازن بين حقوق المبدعين والمستهلكين والوسطاء. إنها استجابة للنقائص والفشل المتصور لقوانين حقوق النشر الحالية، التي غالباً ما تُعتبر محدودة جداً ومُهملة وتُفضل مصالح الشركات على مصالح المبدعين والمستهلكين الفرديين.
يمكن تتبع تاريخ حركة إصلاح حقوق النشر إلى أواخر القرن العشرين، مع ظهور الثورة الرقمية. تغيرت بشكل جذري انتشار الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية الطريقة التي يتم بها إنشاء المحتوى وتوزيعه واستهلاكه. وهذا أدى إلى تحديات وجدل جديد في مجال قانون حقوق النشر، مثل قضية القرصنة عبر الإنترنت واستخدام المحتوى الرقمي بشكل عادل.
واحدة من أوائل المدافعين والمؤثرين على إصلاح حقوق النشر كانت لورانس ليسيج، أستاذ القانون ومؤسس المشاركة الإبداعية، وهي منظمة غير ربحية توفر تراخيص حقوق النشر المجانية وسهلة الاستخدام تسمح للمبدعين بمشاركة أعمالهم قانونيًا مع الجمهور. وقد أكد ليسيج أن قوانين حقوق النشر التقليدية تعيق الإبداع والابتكار في العصر الرقمي، ودعا إلى تنظيمات حقوق النشر أكثر مرونة وسهولة للمستخدمين.
حركة إصلاح حقوق النشر اكتسبت زخمًا كبيرًا في بداية القرن الحادي والعشرين، مع ظهور البرمجيات مفتوحة المصدر ومحتوى المستخدمين ومشاركة الملفات بين الأقران. أبرزت هذه التطورات القيود والمشاكل في قوانين حقوق النشر القائمة، وأدت إلى زيادة الدعوات للإصلاح.
في السنوات الأخيرة، ركزت حركة إصلاح حقوق النشر على قضايا مثل الحق في الإصلاح (فكرة أن يجب أن يكون بإمكان المستهلكين إصلاح المنتجات التي يمتلكونها دون انتهاك قوانين حقوق النشر)، وإلغاء جرم الانتهاك غير التجاري لحقوق النشر، وإدخال استثناءات وقيود على حقوق النشر لأغراض مثل التعليم والبحث والحفظ.
ومع ذلك، واجهت حركة إصلاح حقوق النشر معارضة كبيرة أيضًا من مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك شركات الإعلام الكبيرة ومنظمات حقوق الكتاب وبعض المبدعين الذين يعتمدون على تنفيذ حقوق النشر بشكل صارم لكسب رزقهم. تؤكد هذه الجماعات أن تخفيف قيود حقوق النشر يمكن أن يؤدي إلى انتشار القرصنة على نطاق واسع وتقويض الحوافز الاقتصادية للإبداع والابتكار.
على الرغم من هذه الجدليات، فإن حركة إصلاح حقوق النشر قد أثرت بشكل كبير على قوانين حقوق النشر والسياسات في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، فقد أثرت على تطوير مذاهب "استخدام عادل" في العديد من الاختصاصات القضائية، واعتماد نماذج تراخيص حقوق النشر أكثر مرونة، وإدخال استثناءات وقيود جديدة على حقوق النشر لعصر الرقمي.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Copyright Reform ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.