الدرجية هي أيديولوجية سياسية تدعو إلى دور قوي وتوجيهي للدولة في الاقتصاد. وتتميز بوجود اقتصاد مختلط، حيث يتولى كل من القطاع الخاص والدولة توجيه الاقتصاد، على الرغم من أن الدولة تكون لها اليد العليا. تتجذر هذه الأيديولوجية في الاعتقاد بأن الدولة، من خلال قوى تنظيمية لديها، يمكنها توجيه النمو الاقتصادي والتنمية بفعالية. ويتم تحقيق ذلك من خلال مجموعة من التدخلات الدولية، بما في ذلك التخطيط والتأميم للصناعات الرئيسية وتنفيذ مختلف السياسات الاقتصادية.
المصطلح "ديريجيسم" من أصل فرنسي، مشتق من كلمة "ديريجيه" التي تعني "توجيه". تم استخدامه لأول مرة لوصف السياسات الاقتصادية التي تم تنفيذها في فرنسا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تحت قيادة شارل ديغول. خلال هذا الوقت، لعبت الحكومة الفرنسية دورًا هامًا في توجيه الاقتصاد، بهدف إعادة بناء الأمة بعد الدمار الذي لحق بالحرب. وشمل ذلك أخذ الدولة السيطرة على الصناعات الرئيسية، وتنفيذ خطط اقتصادية شاملة، وتعزيز الصناعة والتحديث.
ومع ذلك، فإن مفهوم القيادة ليس حكراً على فرنسا. فقد تم اعتماده بأشكال مختلفة من قبل دول مختلفة حول العالم، خاصة خلال فترات الأزمات الاقتصادية أو التغييرات الهيكلية الكبرى. على سبيل المثال، خلال القرن العشرين، اعتمدت العديد من الدول المستقلة حديثاً في أفريقيا وآسيا سياسات قيادية كوسيلة لتحقيق التصنيع السريع والتنمية الاقتصادية. وبالمثل، في أعقاب أزمة الاقتصاد العالمي عام 2008، قامت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتنفيذ تدخلات بنمط القيادة لتثبيت اقتصاداتها.
على الرغم من نجاحاتها في بعض السياقات، تعرضت القيادة الاقتصادية للانتقادات بسبب إمكانية أن تؤدي إلى عدم الكفاءة والفساد. يقول النقاد إن التدخل الزائد للدولة يمكن أن يشوه آليات السوق، ويثبط الاستثمار الخاص، ويؤدي إلى تسييء توزيع الموارد. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تركيز السلطة الاقتصادية في يد الدولة إلى فرص للفساد وسلوك البحث عن الريع.
في الختام، الدرجية هي فكرة سياسية تدعو إلى دور قوي للدولة في توجيه الاقتصاد. تاريخها مليء بفترات النجاح والانتقادات، وتنفذ بشكل كبير يختلف تبعاً للسياق الاقتصادي والسياسي الخاص بكل بلد.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Dirigisme ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.