النيوليبرالية هي فكرة سياسية واقتصادية تدعو إلى تنظيم الأسواق الاقتصادية وتقليل الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعية وتوسيع التجارة الحرة. تستند إلى مبادئ الليبرالية الكلاسيكية التي تؤكد على حرية الفرد وتدخل الحكومة المحدود. ومع ذلك، تأخذ النيوليبرالية هذه المبادئ خطوة إضافية من خلال دعم دور أكثر توسعًا للقطاع الخاص في الاقتصاد والمجتمع.
تم تصوير مصطلح "النيوليبرالية" لأول مرة في الثلاثينيات من القرن العشرين من قبل العالم الألماني ألكسندر روستو، الذي اقترحه كوسيلة وسط بين الليبرالية الكلاسيكية والتخطيط المركزي الجماعي. ومع ذلك، لم تحقق هذه الفكرة شهرة كبيرة حتى نهاية القرن العشرين. أزمات الاقتصاد في السبعينيات، التي تميزت بالتضخم العالي والركود، أدت إلى فقدان الثقة في الاقتصاد الكينزي، الذي يدعو إلى تدخل الحكومة في الاقتصاد. وهذا خلق فرصة للأفكار النيوليبرالية لكسب الشهرة.
في أواخر السبعينات والثمانينات، أصبح النيوليبرالية الفلسفة الاقتصادية الرئيسية لعدة حكومات غربية، ولا سيما حكومتي مارغريت تاتشر في المملكة المتحدة ورونالد ريغان في الولايات المتحدة. قام هؤلاء القادة بتنفيذ سياسات مثل التخفيضات الضريبية والتخفيف من القيود وخصخصة المؤسسات الحكومية، والتي اعتقدوا أنها ستحفز النمو الاقتصادي من خلال تعزيز المنافسة في السوق الحرة.
النيوليبرالية كان لها تأثير في تشكيل سياسات المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. غالبًا ما توصف هذه المؤسسات بسياسات النيوليبرالية، مثل التقشف المالي وإلغاء التنظيم وتحرير التجارة والاستثمار، كشروط لتقديم المساعدة المالية للدول النامية.
النقاد للنيوليبرالية يؤكدون أنها تؤدي إلى عدم المساواة في الدخل، حيث لا توزع فوائد النمو الاقتصادي بالتساوي. كما يرون أنها تقوض نظم الرعاية الاجتماعية وتؤدي إلى تجارة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. على الرغم من هذه الانتقادات، النيوليبرالية لا تزال تعتبر فكراً اقتصادياً سائداً في العديد من أنحاء العالم.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Neoliberalism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.